(( قصّة [الحليم المُتأنّي] ، ومحبّة الله ورسوله لهاتين الخصلتين))
كاتب الموضوع
رسالة
اعصار عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 218 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 08/01/2010
موضوع: (( قصّة [الحليم المُتأنّي] ، ومحبّة الله ورسوله لهاتين الخصلتين)) الثلاثاء يناير 12, 2010 12:06 pm
(( قصّة [الحليم المُتأنّي] ، ومحبّة الله ورسوله لهاتين الخصلتين))
<(!!)> [ الحلم ] هو ((ضبط النفس والطبع ، عند هيجان الغضب)).. وقد إتـّفق العالم على ان [الحلم والسخاء] يرفعان العبد وان كان وضيعاً ، وانهما اصل الخصال الموصلة الى السعادة العظمى ، وما سواهما فرع عنهما .. <(!!)> وقصّتنا هذه تتعلّق بـ "وفد أشجّ عبد القيس"،، فالأشجّ هو لقبه ، لأنه كان هناك أثر ضربة (شجّة) في جبينه منذ طفولته .. وأسمه هو "المنذر بن عائذ بن الحارث العصريّ".. <(**)> فقد ورد قي كتب السيرة الطاهرة ، وكتب الحديث الشريف ، بإنه عندما قدم هذا الوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا ثلاثة عشر راكبا .. فلمّا رأوا نبيّ الله سلام عن بعد، ولشدّة تلهفـّهم للقائه الشريف، تركوا أمتعتهم بدون ان يحفظوها، ومطاياهم بدون ان يعقلوها،، ==> ووثبوا من رواحلهم،، ==> ورموا بأنفسهم عن ركائبهم .. ==> فمنهم من مشى ، ==> ومنهم من هرول ، ==> ومنهم من سعى .. <><> حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، <><> فأخذوا بيده الشريفة فقبّلوها وجلسوا مع الناس.. <(!!!)> أمّا "الأشج الحليم المُتأنـّي" فنزل وعقل (ربط) راحلته وكذلك رواحل (جمال) وفد قومه ، وجمع لهم أمتعتهم المبعثرة هنا وهناك ، فوضعها مع متاعه عند إبلهم .. <><> ثم إغتسل من مشقّة السفر وما ينتج عنه من غبار وعرق وغيرهما.. وتطيّب وتزيّن وبدّل ملابسه ،، فلبس ثوبين أبيضين من ثيابه التي أحضرها معه لمثل هذه المناسبة الكريمة .. <(!!!)> ثم جاء يمشي حتى أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبّلها ، وجلس بهدوئه ووقاره المعهود في مثل هذه المجالس الهامّة.. وليس هناك "أعظم واكبر وأعلم" من مجلس سيّد الأنبياء والمرسلين صلاة الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين،، <(*!!*)> وهنا جاء دور << قطافه لثمرة [حلمه وتأنّيه] وعلى ما فعل >>:xyxwave: بحقّ نفسه ،:xyxwave: وبحقّ رفقاء السفر معه ،،:xyxwave: ثم بحقّ صاحب المجلس المقصود زيارته ، ألا وهو <([ مجلس سيّد ولد آدم ])> ، <([ ومجلس سيّد الأنبياء والمرسلين ])> .. *** فعن ابي سعيد الخدري أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأشجّ عبد القيس: [[ إن فيك لخلّتين (خصلتين) يحبّهما الله ورسوله ، (1) "الحلم" (2) و"الأناة"، (الأناة هي الترفـّق والتنظّر)]] .. ــ فقال: (( يا رسول الله !! تخلّقتهما أم جبلني الله عليهما ))؟؟ ــ فقال: [[ جبلك الله عليهما ]]. ــ فقال: ((الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله)). رواه مسلم <(*!!*)> ما شاء الله !!! ما أروعها وأعظمها من شهادة !!! ===> شهادة تبيّن عن محبّة الله ورسوله لهذا الصحابي على هاتين الخصلتين الهامّتين وهما : "الحلم" و"الأناة" .. *** وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : [[ إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلّمِ ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلّمِ ]]. رواه إبن أبي الدنيا ، وقال : إسناده حسن. <><> نعم إن [الْعِلْم] يأتي ((بِالتَّعَلّمِ)) والمتابعة من خلال المجالس والمدارس والجامعات ، ومن خلال الخبرات التي يتعلّمها الشخص من "جامعة الحياة الكبيرة".. ===> (( والمرء لا يكون عالما حتى يكون متعلّما ، ولا يكون بالعلم عالما ، حتى يكون به عاملا )).. <><> وإنّ [الْحلم] يأتي ((بِالتَّحَلٌُمِ)) ،، اي بالتدرّب على الصبر والهدوء وإحتواء ردّة فعل الأخرين وإمتصاص ثورة غضبهم، والترفـّع عن جهلهم وأخطائهم .. ثم يقوم بتصحيحيحها لهم ، وتوعيتهم في الوقت المناسب . ===> (( فلا حليم إلا ذو عثرة ، ولا حكيم إلا ذو تجربة ))..
<(!!!)> يقال بأنه جاء غلام لأبي ذرّ رضي الله عنه ، وقد كسر رجل شاة له (أي لأبي ذرّ الغفّاري ) .. ــ فقال له: (( من كسر رجل هذه ))؟؟ ــ قال الخادم : (( انا فعلته عمداً لأغيظك ، فإن ضربتني فستأثم )) .. ــ فقال: (( لأغيظنّ من حرّضك على غيظي )) .. ثم قام فأعتقه لله تعالى .. <(!!!)> وشتم رجل إبن عبّاس رضي الله عنه، ــ فقال: (( يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها له ))؟. فنكس الرجل رأسه وإستحى )) .. <(!!!)> وأسمع رجل معاوية رضي الله عنه، كلاماً شديداً.. ــ فقيل له:((لو عاقبته)).. ــ فقال: (( اني لأستحي ان يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيّتي )) .. <(!!!)> ودخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله المسجد ليلة في الظلمة، فمرّ برجل نائم ، فعثر به .. فرفع الرجل رأسه ، ــ وقال: (( أمجنونٌ أنت )) ؟؟ ــ فقال عمر: (( لا )).. فهمّ به الحرس أن يؤدّبوه ،، فقال عمر: (( مه ، انما سألني أمجنون؟ فقلت: لا )) .. <(!!!)> وقال رجل لوهب بن منبه: (( إنّ فلاناً شتمك )).. ــ فقال: (( ما وجد الشيطان بريداً غيرك )).. <(!!!)> وشتم رجل عُدي إبن حاتم رضي الله عنه ، وهو ساكت، فلمّا فرغ من مقالته، ــ قال له عُدي: (( ان كان بقي عندك شيء ؟! فقله قبل ان يأتي شباب الحيّ ، فإنهم إن سمعوك تقول هذا الكلام لسيّدهم لم يرضوه منك، (وربّما أدّبوك وأهانوك) )).. ###################################
وتقبّلوا جميل تحياتي ...اعصار
(( قصّة [الحليم المُتأنّي] ، ومحبّة الله ورسوله لهاتين الخصلتين))