البلاد : العـمل : مزاجك : هــوايـتـك : رابط منتداك \ موقعك : احترام قوانين المنتدى : عدد المساهمات : 1356 نقاط : 3642 السٌّمعَة : 33 تاريخ الميلاد : 28/07/1993 تاريخ التسجيل : 26/11/2009 العمر : 31 الموقع : http://ghost.dahek.net
موضوع: قصة سيدنا صالح برعاية شبحححححححح الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:07 pm
كانت ثمود قبيلة مشهورة تسكن بين الحجاز وتبوك ، وكانت تلك القبيلة تعبد الاصنام دون الله الواحد الأحد . فأرسل الله اليهم رجلا مؤمنا صالحا هو سيدنا صالح ، يعظهم و يصلحهم و يدلهم على طريق الحق والهداية . قال صالح لقومه : يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره . هذه الكلمات التي يقولها كل رسول بعثه الله الى قوم . فوجئ كبار القوم وسادتهم بما يقوله صالح ، وبدلا من أن يفكروا و يهتدوا غضبوا غضبا شديدآ ، فكيف يأمرهم صالح بترك آلهتهم و يأمرهم بعبادة اله واحد لاشريك له ؟ أحدثت دعوة صالح هزة كبيرة في المجتمع ، فان هذه الدعوة لم تأت من رجل سفيه أو جاهل ، بل جائت من رجل يشهدون له جميعا بالحكمة و النقاء و رجاحة العقل . كان سيدنا صالح يدعو قومه و يقول : ياقوم إن الله خلقكم من الأرض ، وهو الذي جعلكم تعمرونها فاستغفروه ، و توبوا اليه ، فانه قريب مجيب . ولكن قومه استنكروا دعوته ، وقالوا له : ياصالح لقد كنا نوقرك قبل دعوتك هذه ، أتدعونا أن نعبد غير ما كان يعبد آباؤنا ؟! اننا لفي شك مري مما تدعوننا اليه . قال صالح : ياقوم ان الحق هو ما أدعوكم اليه ، فتوبوا ، وارجعوا الى الله ، فقد زال غذركم بعد أن بلغتكم . ألا تخافون عذابه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعوتكم الى طاعته . كذبت ثمود نبيها المرسل من الله ، وأبت أن تستجيب الى عباة الله الواحد الأحد ، و أن تترك عبادة الأصنام ، بالرغم من أنه رسول أمين لا يبتغي من وراء دعواه أجرآ و لا جزاء . كانت ثمود غارقة في الملذات والافراط في المأكل والمشرب والمساكن الفخمة دون أن يذكروا نعمة الله عليهم . وكان سيدنا صالح يعظهم قائلآ : ياقوم ان هذه النعم التي أنتم فيها هي من فضل الله عليكم . أفلا تشكرون ؟ ان الله قادر أن يمنع عنكم نعمه كما وهبها لكم . أتظنون أنكم أمنتم على أنفسكم غذاب الله ؟ ... ان عذابه سياتيكم ان لم تتوبوا وتستغفروا ، وتعبدوا الله دون أن تشركوا به شيئا . كان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة لهم ، وكانوا يستخدمون الصخر في البناء ، وقد منحهم الله القوة في أجسامهم وفتح عليهم الرزق من كل شئ ..... ولكنهم بدلا من أن يشكروا الله ويعبدوه ، ظنوا أن هذه النعم من أنفسهم فأسرفوا في الفجر و المعصية و الفساد في الأرض . وراح أهل ثمود يتهمون نبي الله ( صالح ) عليه السلام بالجنون والسحر ، و يسخرون منه . و كانوا يقولون له : ان السحر قد سيطر على عقلك فسول لك أنك نبي من عندالله . وكانوا يضحكون مستهزئين . وفي يوم من الأيامىكان زعماء ثمود وكهانهم يجتمعون في ناديهم ، فجاء سيدنا صالح يدعوهم الى الله و يعظهم و يحذرهم . فقال أحدهم : ان اردت أن نصدقك ، فأت لنا بمعجزة تثبت لنا أنك حقا رسول الله . وقال آخر : على أن تكون تلك المعجزة مانشير عليك نحن بها . ثم أخذوا يتشاورون كيف يطلبون منه شيئا يعجز عن تحقيقه وبعد أن اتفقوا أشاروا الى الصخرة قريبة ، وقالوا : ان أنت أخرجت لنا من تلك الصخرة ناقة أوصافها كذا وكذا صدقناك . قال صالح : وهل تؤمنون وتصدقون ان أنا أجبتكم الى ما سألتم و حققت لكم ما طلبتم ؟ قالوا : نعم . ألم نطلب منك معجزة لنؤمن بك ونتبع دين الله ؟ قال صالح : اذن فلنأخذ عهودكم و مواثيقكم على ذلك . ثم قام صالح عليه السلام الى مصلاة فصلى لله عز وجل كثيرا . أخذ سيدنا صالح عليه السلام يدعوا الله أن يستجيب له و يحقق هذه المعجزة فاستجاب الله لنبيه ، ونظر أهل ثمود الى الصخرة ، فوجدوها تنشق ، و تخرج منها ناقة بها نفس الأوصاف التي ذكروها لسيدنا صالح . ذهل أهل ثمود من هول المفاجأة و شخصت أبصارهم تحدق في الناقة فوجدوها كما وصفوها تماما ، فخر بعضهم ساجدين و آمنوا بالله و بدعوة صالح ... سارت الناقة أمامهم ، و هم ينظرون اليها في ذهول ، انها المعجزة التي طلبوها من سيدنا صالح ، وتحققت أمام أعينهم . ورغم ذالك استمر الكثير منهم في غيهم و ضلالهم و كفرهم ، ونكثوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم ، أن يؤمنوا اذا ما جائهم صالح بالمعجزة . قال صالح لقومه : هذه ناقة الله ، و هي دليل قاطع على صدق دعوتي ، فاتركوها ترعى وتأكل في ارض الله ، و لا تمسوها بسوء فيصيبكم من الله عذاب عظيم ...... أخاف كلام صالح أهل ثمود ، فلم يتعرضوا للناقة ، وتركوها بينهم ترعى في أرضهم ، وتشرب الماء حيث شائت . وقد رأى أهل ثمود من ناقة الله آيات أخرى تدل على أنها ليست حيوانا عاديا ككل الحيوانات ، فقد كانت عندما تشرب من احدى الآبار تبتعد الحيوانات ن ذلك البئر ، و لا تقترب منه طوال اليوم . وكانت الناقة مباركة ، فقد كان لبنها يكفي آلاف الرجال و النساء و الأطفال انها ليست ناقة عادية وانما هي آية من الله ظلت الناقة زمنا بين أهل ثمود ، ترعى من نبات الأرض ، وتشرب من آبارها وكان مجرد وجودها بينهم دافعا لأن يؤمن الكثير ، اذ رأوا فيها آية على صدق نبوة سيدنا صالح . أما الكفرون المتكبرون فقد تحركت الكراهية في قلوبهم لتشمل ناقة الله أيضا بعد أن كانت لسيدنا صالح فقط . كره الكافرون ناقة الله كرهآ شديدآ ، ودبروا في أنفسهم أمرا ، فاجتمعوا ليلا في قصر منحوت في الجبل ينسجون خيوط مؤامرتهم . قال أحدهميدفعه الحقد : يا قوم لا تجب علينا السكوت على ذلك الأمر ، فان تلك الناقة لو استمرت على حالها لتعرضت مصالحنا للتدمير . وقال آخر : انها اذا جاء الصيف بحره جائت الناقة الى ظل الوادي ، فتهرب منه المواشى الى الحر ، فتهلك . وقال ثالث : واذا جاء الشتاء ببرده ذهبت الناقة الى أدفأ مكان واستقرت فيه فتهرب مواشينا الى البرد ، فتهلك . قال كبيرهم : وفوق ذلك انها تأخذ مأنا ، بل تأخذ رجالنا الذين بسببها يؤمنون بدعوة صالح ويتبعونه . قال أحدهم .: اذن ليش أمامنا الا حل واحد نستريح بعده منها . فنظروا اليه جميعا وقاوا : و ما هو هذا الحل ؟ فقال : قتل الناقة . ليس هناك حل غير قتل الناقة . فقال أحدهم : ولكن صالحا قد حذرنا من ذلك ، وتوعدنا بعذاب أليم اذا سولت لنا أنفسنا المساس بها . فقالوا : نحن لا نؤمن بصالح ولا بدعوته ، فكيف نخاف من تهديده؟ أحس صالح بأن الكفار ينوون أن يفعلوا شرا بالناقة ، فقال لهم : يا قوم لم تستعجلون العذاب الذي توعدون به ؟ خير لكم أن تستغفروا الله ، وتتوبوا اليه ، ليمنع عنكم العذاب ، ويرحمكم . ولكنهم قالوا في تكبر :. لقد أصابنا القحط منذ أن جئتنا بدعوتك ، ولقد تشائمنا منك و من ناقتك ومن الذين آمنوا معك . قال صالح ياقوم ليش هناك شئ تتشائمون منه ، فالخير والشر من عندالله و ما هي الا شدة يختبركم بها الله لعلكم تؤمنون . ازذاد غيظ الكفار من صالح والذين آمنوا معه فأخذوا يلومونهم ، و يهددونهم بالعقاب والعذاب ان لم يرجعوا عن ايمانهم ، ولكن المؤمنين كانوا يزدادون ايمانا فوق ايمان . بدأ الكفار في تنفيذ مؤامرتهم لقتل الناقة ، فاختاروا تسعة من المجرمين المعروفين بفسادهم في الأرض . اختار الكفار أشد الرجال قسوة وأكثرهم غدرا زأعظمهم اجراما ، وكلفوهم بقتل ناقة الله ، ووعدوهم بمكافآت ضخمة اذا هم أنجزوا مهمتهم . اتفق الكفار مع المجرمين على موعد الجريمة ومكان التنفيذ وفي الموعد المحدد ، تسلل المجرمون في ليلة مظلمة الى حيث ترقد الناقة . كانت الناقة المباركة تنام في مكان هادئ ، وهي تضم الى صدرها طفلها الصغير الذي مان يرضع من ثديها في أمان . اقترب المجرمون من المكان الذي ترقد فيه الناقة ، فاستلوا سيوفهم وخناجرهم وحاصروها من كل الجهات . هجم الرجال التسعة على الناقة فجأة من كل الجهات ، فصرخت الناقة صرخة واحدة عظيمة محذرة طفلها الذي نهض مذعورا ، وانطلق فصعد جبلا منيعا ... امتدت حناجر وسيوف المجرمين تطعن الناقة في كل جزء من جسمها ، فسالت دماؤها ، وخرت الي الأرض صريعة ، وتنهدت ثلاث مرات ، ثم أسلمت الروح ..... علم نبي الله صالح بما حدث لناقة الله ، فخرج الى قومه غاضبا ، وقال لهم : ياقوم لما فعلتم دلك ؟ ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة ؟! قال الكفار ساخرين : لقد قتلناها ، فأتنا بالعذاب الذي وعدتنا . قال صالح : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام . ذلك وعد غير مكذوب . نظر الكفار الى بعضهم مستهزئين بكلام سيدنا صالح ، و عندما جاء الليل احتمعوا في قصرهم ، و أخذوا يتآمرون على قتل سيدنا صالح أيضا . دبر الكفار مؤامرة لقتل سيدنا صالح في بيته بحيث لا يشعر بهم أحد ، حتى اذا طالب أهله بدمه ينكرون أنهم قتلوه . بعث الكفار نفرا منهم الى بيت سيدنا صالح ليلآ ، ليقوموا بتنفيذ مهمة قتله ، ولكن الله كان يعلم بما يدبرون ، فأرسل على الذين قصدوا صالحا حجارة من السماء أهلكتهم قبل قومهم . و جاء اليوم الأول من الأيام التي وعدهم بها سيدنا صالح ، و أصبح أهل ثمود في ذلك اليوم ووجوهم مصفرة ، كما وعدهم سيدنا صالح . فلما جاء الليل صاحوا مستهزئين : لقد مضى يوم من الأجل . ثم أصبحوا في اليوم الثاني ووجوهم محمرة ، وانتظروا حتى أتى المساء ،وصاحوا : لقد مضى اليوم الثاني من الأجل . ثم أصبحوا في اليوم الثالث ووجوهم مسودة ، فلما جاء الليل قالوا : لقد انتهى اليوم الثالث من الأجل . فلما أشرقت الشمش انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة انقضت على الجبال ، فانفجرت وانهدمت على ساكنيها من قوم ثمود الكافرين ، و لم يعد فيها شئ حي ، سوى الله و الجبال و القصور بالأرض في صيحة واحدة . أما الذين آمنوا بصالح عليه السلام فكانوا قد غادروا أرض ثمود مع نبيهم ، و نجاهم الله من العذاب ، و هلك الذين كفروا . وهذه قصة سيدنا صالح عليه السلام بصيحة القدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته انشالله تعحبكم القصة واستنى منكم الردود